بسم الله الرحمن الرحيم
( الحلقة الاولى )
بعد استراحةفي مقهى شربت عصير برتقال طازج أعاد لي بهجة الماضي
نظرت إليهما وهما يتحدثان، كأس الماء يغريني كمريض سكر يدفعه مرضه
للإكثار من السوائل ، وجدت التململ على وجه محمد ووضعت يدي في يده
وخطونا إلى الباب ، كانت التكلفة غالية لكأس العصير لكنها لاتوازي البهجة
التي زرعتها في نفس محمد ، أننا نتصابى مع الصبيان ونتحول إلى أطفال
أبرياء معهم فنستعيد صبانا ، لعلنا نعوض مافقدناه من تسلية بريئةفي حياتنا
فرح محمد بقطع الشيكولاته التي أعطاه له العامل في المقهى ، مشينا فرحين
والسؤال الملح والمتكرر من محمد ؟
متى نصل إلى المكتبة يابابا؟
بعد قليل .. الأولادلايرغبون في المشي لمسافات طويلة ولا التقيد أنهم يحبون الحرية
في الركض واللهو .. كان في ذهني أن اشترى مجلة دراسية ..
لكنني كعادتي نظرت إلى الكتب الجديدة المعروضة ، وقع نظري عليها
زرقاء واقعية ، ضممتها إلى صدري ، وأخذت روايات أخرى
وكعادتي لم التفت إلى الأسعار الغالية، لعله الاندفاع والحماس والعاطفة
الجياشة التي تدفعني في كل شيء ، رجعت إلى عقلي ، فأتضح لي أن
العاطفة قد توقع الإنسان في مشاكل كثيرة، ( بنات إيران.. ناهد رشلان )
رواية واقعية، اخترتها من بين روايات شتى، قرأت رواية بنات الرياض
وروايات لزينب حنفي ومازالت ذاكرتي تحتفظ بقصص سندريلا التي
كنت اقرأها على أمي حين كنت في الخامسة الابتدائية في مدرسة ابن
خلدون في سيهات بلد البحر والعشق والحنان.
إصر محمد على شراء قلم .. ورأيت شخصين يظهر إنهما من الرياض
وممن يهتمون بالشأن الأدبي يأخذون الروايات الممنوعة في بلدي ، فكل
شيء يعبق بروح أدب الحرية ممنوع لكنه مسموح الدخول به إذا كان
على شكل كميات صغيرة، غريب هذا الوطن يقمع المواطن في الداخل
ولايحافظ عليه في خارج حدوده..
في طريقي إلى مكة بدأت حروف رواية بنات ايران تسرح مع ذاكرتي
التي عاشت اجواء إيران بيوتها وشوارعها وهواها ونسيمها وزحمة
شوارع طهران ..
اذا عجبتكم انزل الباقي
تحياتي جلكسي